الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

قصيدة الأب للشاعر عمر بهاء الدين

  • هذه القصيدة قالها الشاعر السوري الراحل
  • عمر بهاء الدين الأميري
  • وهي قصيدة في حنانه إلى أبنائه عندما كبروا و سافروا...
  • قال عنها عباس محمود العقاد :
  • لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد
  • لكانت هذه القصيدة في طليعته...
  • القصيدة بعنوان ( أب )
  • أين الضجيج العذب والشغب
  • أين التدارس شابه اللعب ؟
  • أين الطفولة في توقدها
  • أين الدمى في الأرض والكتب ؟
  • أين التشاكس دونما غرض
  • أين التشاكي ماله سبب ؟
  • أين التباكي والتضاحك في
  • وقت معا والحزن والطرب ؟
  • أين التسابق في مجاورتي
  • شغفا إذا أكلوا وإن شربوا ؟
  • يتزاحمون على مجالستي
  • والقرب مني حيثما انقلبوا
  • يتوجهون بسوق فطرتهم
  • نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
  • فنشيدهم : ( بابا ) إذا فرحوا
  • ووعيدهم : ( بابا ) إذا غضبوا
  • وهتافهم : ( بابا ) إذا ابتعدوا
  • ونجيبهم : ( بابا ) إذا اقتربوا
  • بالأمس كانوا ملء منزلنا
  • واليوم ويح اليوم قد ذهبوا
  • وكأنما الصمت الذي هبطت
  • أثقاله في الدار إذ غربوا
  • إغفاءة المحموم هدأتها
  • فيها يشيع الهم والتعب
  • ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم
  • في القلب ما شطوا وما قربوا
  • إني أراهم أينما التفتت
  • نفسي وقد سكنوا وقد وثبوا
  • وأحس في خلدي تلاعبهم
  • في الدار ليس ينالهم نصب
  • وبريق أعينهم إذا ظفروا
  • ودموع حرقتهم إذا غلبوا
  • في كل ركن منهم أثر
  • وبكل زاوية لهم صخب
  • في النافذات زجاجها حطموا
  • في الحائط المدهون قد ثقبوا
  • في الباب قد كسروا مزالجه
  • وعليه قد رسموا وقد كتبوا
  • في الصحن فيه بعض ما أكلوا
  • في علبة الحلوى التي نهبوا
  • في الشطر من تفاحة قضموا
  • في فضلة الماء التي سكبوا
  • إني أراهم حيثما اتجهت
  • عيني كأسراب القطا سربوا
  • دمعي الذي كتمته جلدا
  • لما تباكوا عندما ركبوا
  • حتى إذا ساروا وقد نزعوا
  • من أضلعي قلبا بهم يجب
  • ألفيتني كالطفل عاطفة
  • فإذا به كالغيث ينسكب
  • قد يعجب العذاب من رجل
  • يبكي ولو لم أبك فالعجب
  • هيهات ما كل البكا خور
  • إني وبي عزم الرجال أب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق